هو أهم أبواب القدس الرئيسة، وأكثرها شهرة. وسُمي بهذا الاسم نسبة إلى عامود كان بارزاً في الفترة الرومانية، ولم يعد موجودا، لكن يشار إلى موقعه بعلامة، ويعتبر أجمل الأبواب في البلدة القديمة بالقدس الشرقية.
يقع في الجدار الشمالي لسور البلدة القديمة عند بداية انحدار الوادي المركزي، الذي يقطع البلدة القديمة من الشمال إلى الجنوب، والذي يعرف حاليا عند أهل القدس باسم الواد، وعرفت هذه الطريق في العصر المملوكي والعثماني بالشارع السلطاني وطريق وادي الطواحين، وبالشارع الأعظم.
يتكون باب العمود من قسمين، سفلى وعلوي، والسفلى من بناء هادريان (117-138 م) في عام 135 عندما أعاد بناء مدينة القدس وسماها إيليا كابيتولينا ،وكان الباب عبارة عن مدخل تذكاري فخم مكون من ثلاثة عقود، والعقد النصف الدائري الذي كشفت عنه الحفريات، والذي يتواجد إلى الشرق قليلا أسفل الباب العثماني، وأما القسم العلوي فهو عثماني البناء والطراز.
يعد من أبرز نماذج عمارة القرن العاشر/ السادس عشر ليس فقط في القدس بل في عموم مدن فلسطين، وهو أجمل الأبواب في سور القدس وأكثرها ثراء من ناحية معمارية وزخرفية، علاوة على حجمه ومساحته الكبيرة.
أصبح هذا الباب رمزاً للسياسات الإسرائيلية بالمدينة، بدءاً من القمع والاغتيال، مروراً بمحاولات تهويده، والتضييق على ساكنيه. وخلافاً لسائر أبواب البلدة القديمة، فإن لباب العامود مدرجاً كبيراً يؤدي إلى الباب الذي أقامه السلطان سليمان القانوني سنة 1538.
شكلت ساحة باب العامود متنفسا لسكان مدينة القدس، حيث كانوا يلجؤون إلى مدرجاته للترويح عن أنفسهم، وتناول المشروبات في مقاهيه. ويرتاده الرسامون والسياح ليلتقطوا الصور التذكارية.
يتميز الباب بالانحناء وفقاً لنمط العمارة العثمانية للمحافظة على المدينة والدفاع عنها، وهذا ما كان يحقق الأمن لحراس المدينة وصعوبة اختراقه. ومنذ الأعوام الثلاثة الماضية حولت شرطة الاحتلال الباب وساحته إلى ثكنة عسكرية، وأقامت ثلاث نقاط تفتيش في الطريق المؤدية إليه. كما اقتلعت الأشجار من محيطه، ونصبت عشرات كاميرات المراقبة.
ويطلق الفلسطينيون على باب العامود لقب "ساحة الشهداء" بعد أن استشهد عشرون فلسطينياً برصاص الاحتلال في ساحة الباب، آخر ثلاثة أعوام فقط.
ونظراً لاعتبار باب العامود شريان الحركة إلى البلدة القديمة، فقد أثرت الإجراءات الإسرائيلية سلباً على الحركة التجارية مما أدى إلى إغلاق أكثر من 270 محلاً تجارياً. ويهدف الاحتلال من إجراءاته على الباب إلى السيطرة الكاملة على البلدة القديمة باعتباره المدخل الرئيس لها.