2023-01-11

تعرف على مدارس المسجد الأقصى

يضم المسجد الأقصى المبارك نحو 15 مدرسة في جنباته. بُني أغلبها في العهدين الأيوبي والمملوكي وأنشئ بعضها حديثا، وإن كان معظمها قد تحول سكنا لعائلات مقدسية في الوقت الحالي.

المدرسة الختنية (العصر الأيوبي) :

بنيت هذه المدرسة في عهد صلاح الدين الأيوبي سنة 587هـ/1191م، وقد طرأ على بنائها عدد من التغييرات؛ إذ أضيفت لها بعض الغرف ودروة للمياه؛ ولم يتبق من بنائها الأصلي سوى بضعة عقود وشبابيك.

وتقع المدرسة الختنية في موقع ملاصق لسور المسجد القبلي، خلف منبر صلاح الدين الأيوبي مباشرة.

سميت بـ"الختنية" نسبة للشيخ الختني، الذي كان يدرس فيها علوم الدين.

 

المدرسة الفخرية (العصر المملوكي):

يعود بناؤها لعام 730هـ/1329-1330م، وسميت بـ"الفخرية" نسبة لمنشئها (القاضي فخر الدين محمد بن فضل الله).

يتكون بناؤها اليوم من مصلى وثلاث غرف فقط؛ حيث هدم الاحتلال الصهيوني جزء كبير منها، ومصلى المدرسة الفخرية يتكون من بيت للصلاة مستطيل الشكل، تقوم فيه ثلاثة أعمدة، أنشيء فوقها عدد من القباب الضخمة التي يعود بناؤها إلى العصر العثماني، كما يوجد محراب داخل المصلى تزينه الحجارة الحمراء.

وكانت المدرسة قد وقفت لتكون مدرسة دينية؛ ثم تحولت لزاوية صوفية في زمن لاحق.

 

المدرسة الدويدارية (العصر المملوكي):

بناها الأمير "علم الدين أبو موسى سنجر الدويدار" عام 695هـ/1295م، و تقع بالقرب من باب الملك فيصل، الذي كان يعرف قديما باسم باب الدويدارية.
درس فيها المذهب الشافعي؛ وخصصت فيما بعد لتعليم الفتيات؛ واستمر استخدامها لهذه الغاية حتى زمن الانتداب البريطاني.
 تتكون المدرسة من طابقين ، ويتم الوصول اليها عن طريق مدخل بديع البناء على الطراز المملوكي، وتزينه مجموعة من المقرنصات؛ ويوجد فيها مسجد.

وما زال هذا البناء يستخدم مقرًا لمدرسة تعرف باسم "المدرسة البكرية"، وهي مخصصة لتدريس ذوي الاحتياجات الخاصة.

المدرسة التنكزية (العصر المملوكي):

يعود بناؤها إلى العام 729هـ/1328م، وتقع بين باب السلسلة شمالًا، وحائط البراق جنوبًا، ويقع جزء من بنائها داخل الرواق الغربي للمسجد الأقصى؛ بينما يقع الجزء المتبقي خارجه.
سميت بـ"التنكزية" نسبة إلى منشئها وموقفها (نائب الشام في العهد المملوكي، الأمير سيف الدين تنكز الناصري)، وفي عهد السلطان المملوكي "قايتباي" أصبحت مقرًا للقضاء والحكم، ثم تحولت في العهد العثماني إلى محكمة شرعية، وعرفت باسم "المحكمة" منذ ذلك الحين، وبقيت كذلك حتى أوائل عهد الانتداب البريطاني؛ ثم أصبحت مسكنًا للمفتي "أمين الحسيني" (رئيس المجلس الإسلامي الأعلى)، ثم عادت بعد ذلك مدرسة لتعليم الفقه الاسلامي.

تتكون هذه المدرسة من طابقين فيهما ساحة مكشوفة، ومحراب وأربعة إيوانات، وقاعة كبيرة كانت تستخدم مكتبة؛ إضافة إلى عدد من الغرف والمرافق.

في عام 1388هـ/1969م، صادرتها سلطات الاحتلال الصهيوني، وحولتها إلى موقع عسكري لحرس الحدود، يشرفون منها على المسجد الأقصى.

 

المدرسة الفارسية (العصر المملوكي): يعود بناء هذه المدرسة لعام 755هـ/1352م.

سميت بـ"الفارسية" نسبة لواقفها (الأمير فارس البكي، ابن الأمير قطلو ملك بن عبد الله).

يقع بناء هذه المدرسة فوق الرواق الشمالي للحرم الشريف، وتطل واجهتها الرئيسة عليه، ويتم الصعود إليها عن طريق درج متصل من داخل المسجد الأقصى، يؤدي إلى مدخل المدرسة المتوج بعقد مدبب على جانبيه مصطبتان حجريتان.

يوجد في المدرسة ساحة مكشوفة شبه مربعة ودرج يؤدي إلى الطابق الأول من المدرسة الأمينية المجاورة لها؛ حيث يتداخل بناء المدرسة الأمينية مع المدرسة الفارسية التي تعلوها بالمستوى، وتستخدم المدرسة الآن دارًا للسكن.

 

المدرسة الأشرفية (العصر المملوكي):

يعود بناؤها للعام 872هـ/1467م، بناها لأول مرة الأمير حسن بن ططر الظاهري، للملك الظاهر خاشقوم، ولكن الأخير توفي قبل أن تكتمل؛ فأهداها الظاهري للسلطان الأشرف قايتباي الذي عين عليها الصوفية والعلماء.

وفي زيارة قام بها الأشرف قايتباي للقدس عام 880هـ/1754م، تفقد المدرسة ولم يعجبه بناؤها؛ فأمر بهدمها وإعادة بنائها من جديد عام 885هـ/1470م.

تعد هذه المدرسة الجوهرة الثالثة في القدس إلى جانب قبة الصخرة والمسجد القبلي.

يقع نصف هذه المدرسة داخل المسجد الأقصى؛ بينما يقع النصف الثاني خارج حدوده. 
تتكون من طابقين؛ بيد أن الجزء الأكبر من الطابق العلوي تعرض للهدم.

يستعمل الجزء الأكبر من المدرسة مقرًا لثانوية الأقصى الشرعية للبنات؛ بينما يستخدم جزء آخر منها مقرًا لقسم المخطوطات في المسجد الأقصى؛ وأما الجزء المتبقي فتستعمله بعض العائلات دورًا للسكن.

قامت دائرة الأوقاف ومؤسسة التعاون بترميم مبنى المدرسة بشكل كامل عام 1420هـ/2000م.

 

 

المدرسة الملكية (العصر المملوكي) :

 بنيت هذه المدرسة عام 741هـ/1340م، في عهد الناصر محمد بن قلاوون، ومنشؤها هو الملك جوكندار الملكي الناصري.

يتكون بناء المدرسة من طابقين لهما مدخل جميل، طراز بنائه مملوكي، تزينه الحجارة البيضاء والحمراء، ويقود هذا المدخل إلى دركاة، ثم إلى ممر ضيق، ثم إلى صحن مربع مكشوف، تطل عليه غرف وقاعات المدرسة.

تطل أكبر غرف هذه المدرسة على ساحة المسجد الأقصى المبارك؛ ولها عدة نوافذ مطلة عليه، وتستخدم هذه المدرسة اليوم دارًا للسكن.

 

المدرسة الجاولية (العصر المملوكي) :

يعود بناؤها إلى الفترة ما قبل الإسلامية؛ ما يجعلها من أقدم المباني في مدينة القدس، وتقع في الجانب الشمالي الغربي من المسجد الأقصى المبارك. وتطل واجهتها الجنوبية على الحرم الشريف، وهي اليوم جزء من مبنى المدرسة العمرية.

وُقفت المدرسة في الفترة ما بين عام 712هـ-720هـ/1312م-1320م؛ وواقفها هو الأمير علم الدين سنجر بن عبد الله الجاولي (نائب القدس، وناظر الحرمين الشريفين في عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون).

استمر التدريس فيها حتى حولها العثمانيون إلى دار للنيابة في القرن التاسع للهجرة؛ ثم إلى دار سكن لنواب القدس؛ ثم إلى دار للحكم.

تتكون من طابقين يطلان على ساحة مكشوفة، وفيهما مجموعة من الغرف.

 

المدرسة الخاتونية (العصر المملوكي):

يعود تاريخ بنائها إلى القرن 7هـ/13م، وتقع في الرواق الغربي من المسجد الأقصى المبارك، وموقفتها هي السيدة أغلى خاتون البغدادية.

كرست هذه المدرسة لتعليم الفقه وعلوم القرآن؛ حيث تطل نوافذها الشرقية على ساحة المسجد الأقصى المبارك؛ وفيها قبر موقفتها (أغلى خاتون)، إلى جانب قبور الأمير محمد علي الهندي (وهو أمير هندي ناضل في سبيل القضية الفلسطينية) وموسى كاظم الحسيني (رئيس اللجنة التنفيذية العربية للمؤتمر الفلسطيني الثالث)، ومحافظ القدس في العهد العثماني، وبطل معركة القسطل (عبد القادر الحسيني) وابنه (فيصل الحسيني، ممثل منظمة التحرير في القدس، والشريف عبد الحميد بن عون، وعبد الحميد شومان (المصرفي الفلسطيني المعروف).

 

 

المدرسة الأسعردية (العصر المملوكي):

 بنيت هذه المدرسة سنة 760هـ/1358م؛ وكان مجد الدين عبد الغني بن سيف الدين أبي بكر يوسف الأسعردي قد أوقفها عام 770هـ/1369م. 
 ويتم الوصول إليها عن طريق درجات من داخل المسجد الأقصى المبارك؛ حيث يقع مدخلها في رواقه الشمالي.

وتتكون هذه المدرسة من طابقين، يتوسطهما ساحة مكشوفة محاطة بالغرف والخلاوي، وتعلوها ثلاث قباب في وسط مبناها وشرقه وغربه، وفيها مسجد جميل يطل على المسجد الأقصى المبارك، وتستعمل حاليًا دارًا للسكن.

 

 

المدرسة الأرغونية (العصر المملوكي):

 يعود بناء هذه المدرسة إلى عام 758هـ/1356م؛ ومنشؤها هو الأمير أرغون الكاملي، الذي توفي قبل أن يكتمل بناؤها؛ فتابع العمل فيها من بعده ركن الدين بيبرس.

تقع في الجزء الواقع بين باب القطانين وباب الحديد، غربي المسجد الأقصى، وتتكون من طابقين يتوصل اليهما عبر مدخل مرتفع البناء، مزين بالحجارة البيضاء والحمراء، يقع في الجهة الجنوبية من زقاق باب الحديد؛ وهناك نقش حجري فوق المدخل يبين اسم الباني وسنة البناء، وتقوم فوقه مجموعة من الأحجار المتداخلة المعشقة.

ويوجد داخل هذه المدرسة ضريحان: الأول لمؤسسها (الأمير أرغون)، والثاني ضريح الملك حسين بن علي الموجود في الإيوان الشرقي في الطابق الأول.

تستخدم هذه المدرسة اليوم دارًا للسكن، وقد تم اخلاؤها بسبب تصدع جدرانها الناجم عن الحفريات التي تجريها السلطات الصهيونية أسفل والى جوار المسجد الأقصى المبارك.

 

المدرسة الأمينية (العصر المملوكي):

يعود بناؤها إلى عام 730هـ/1330م. وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى بانيها (أمين الدين عبد الله).

 تطل هذه المدرسة على الرواق الشمالي للمسجد الأقصى، ولها مدخل يتم الوصول إليها من ساحته؛ بناؤها متداخل مع بناء المدرسة الفارسية.
تتكون من طابقين؛ يضم الطابق الأول منها مجموعة من قبور الصالحين والعلماء، وكانت هذه المدرسة إلى زمن قريب تستخدم دارًا للسكن.

 

 

المدرسة الباسطية (العصر المملوكي) :

 تقع المدرسة الباسطية داخل الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك (بين باب حطة، والعتم)، بجوار المدرسة الدويدارية

واقفها هو القاضي زين الدين عبد الباسط خليل الدمشقي (وزير الخزانة والجيش في عهد الملك المؤيد سيف الدين شيخ المملوكي) ما بين عام 815-824هـ/1414-1421م. وكان قد بدأ بناؤها شيخ الاسلام شمس الدين محمد الهروي، ناظر الحرمين الشريفين، ولكنه توفي قبل ان تكتمل.

تضم المدرسة ثلاث حجرات، وساحة مكشوفة، وكانت مخصصة لتدريس الحديث الشريف والمذهب الشافعي وعلوم القرآن للأيتام، وخاصة الصوفيين منهم وتستخدم اليوم دارًا للسكن.

 

المدرسة المنجكية (العصر المملوكي):

أسسها الأمير سيف الدين منجك اليوسفي الناصري في القرن 8هـ/14م.

تقع هذه المدرسة بمحاذاة الحائط الشمالي الغربي من المسجد الأقصى المبارك، إلى يسار باب الناظر.
وتتكون من طابقين وفيها عدد كبير من الغرف والأروقة.

استمر التدريس في هذه المدرسة حتى حولها العثمانيون إلى بيت سكني في بدايات القرن العشرين، ثم إلى استراحة لزوار مدينة القدس.
وفي عهد الانتداب البريطاني استخدمت مقرًا لمدرسة ابتدائية، حتى قام المجلس الإسلامي الأعلى بترميم البناء، واتخذ من بناء المدرسة مقرًا رئيسًا له.

 

المدرسة العثمانية (العصر المملوكي) :

وقفت هذه المدرسة السيدة أصفهان شاه خاتون بنت محمود، العثمانية سنة 840هـ-1437م، في عهد السلطان الأشرف برسباي.

 تقع المدرسة العثمانية جنوبي باب المطهرة؛ ويتصل مبناها من جهة الجنوب بالمدرسة الأشرفية.

 مبنى المدرسة عبارة عن طابقين، وله مدخل جميل مبني على الطراز المملوكي، مزين بالحجارة البيضاء والحمراء المتداخلة، وتطل واجهتها الجنوبية على ساحات المسجد الأقصى المبارك. 
يضم بناؤها ساحة مفتوحة وعددًا من الغرف ومسجدًا، كما يوجد في المدرسة قبران إلى يسار المدخل، أحدهما يعود لموقفتها (السيدة أصفهان شاه).

تأثرت أساسات هذه المدرسة من الحفريات والأنفاق الإسرائيلية القائمة أسفلها؛ كما قامت سلطات الاحتلال بمصادرة مسجد المدرسة وإغلاقه؛ لتوفير تهوية للأنفاق.
يستخدم ما تبقى من مبناها اليوم دارًا لسكن بعض العائلات المقدسية.

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لموقع المسجد الاقصى 2023 ©